مريم مشتاوي:
نكتب وببساطة شديدة لأننا لا نتقن إلا الكتابة! نكتب لنغير شيئاً في حياة أحدهم أو لنضيف عليها نسمة ناعمة أو حتى لنرسم ابتسامة أو نشغل القارئ عن هم يحمله أو نمنحه معلومة أو نفتح له آفاق الخيال..
نكتب لنعيش حيوات عديدة من خلال شخوص ننجبها فيكبر جزء منا في دواخلها. نكتب لنرفع قضايا المجتمع ، لنلقي الضوء على العتمة.. لندافع عن الحق... نكتب لأننا نملك السلاح الأقوى في تغيير المجتمعات وإن كان ذاك التغيير يحدث ببطء شديد...
نكتب لنبقى ولنمد جسوراً عبر القارات ...
نكتب لنجني الحب ... فلا شيء يعادل محبة القرّاء ... نحن نحيا بالحب فقط.
نكتب لنشفى من كافة الأوجاع التي ننساها أن نتناساها في غرف معتمة في زوايا الروح.. إنها باختصار شديد بمثابة therapy أو علاج نفسي للآلام المتراكمة في الأعماق.
فلولا الكتابة لما تخطيت أزمة مرض وموت طفلي أنطوني الذي كان إعادة تشكيل لشخصيتي كإنسانة وبالتالي ككاتبة ، ولما ابتسمت من جديد.
لولا الكتابة لما كنت بينكم اليوم...
وأضيف أن الوجع يصقل الكاتب وهو المحفز الأكبر على الكتابة التي تأتي لتطهرنا.
إنها بمثابة معمودية تمنحنا عمراً جديداً وبدايات ننطلق منها إلى أفق بلا نهاية .
الوجع قد يرقد في أحشاء الكاتب ويكبر داخله بهدوء ولكنه يولد عندما تكتمل عناصره، وبطلق عنيف. ومن هنا، فالمبدع الحقيقي يكتب حين يحس بحاجة ملحة للكتابة.