الأديبة والشاعرة اللبنانية واستاذة اللغة العربية بجامعة SOAS البريطانية Mariam Michtawi روايتها تيريزا اكاديا رواية من نوع آخر :
تقتحم الكاتبة فى روايتها حاجز المألوف ، تأخذ القارئ فى رحلة الى عوالم وازمنة وامكنة لم يسبق لأحد ورودها او الارتحال اليها ، تأخذك على بساط سحرى بمعنى الكلمة فى رحلة مشوقة وغريبة وشخصيات اشد غرابة ، فيها تكتشف ان المذنب قديس والبَريء
مذنب ، فيها تجد وصف للحب ومايدور فى خلجات النفس البشرية من براءة وآثام فى صدق وقول الحقيقة مجردة بعيدا عن التجميل او هوى او ميل ، الصدق فى اعمق معانيه .
وما يخيل اليك وانت تقرأ انه اقتحام لجوانب الدين فى ادق التفاصيل التى تشعرك بالتوجس والاستغراب والتعرض لمواقف واحداث غاية فى الحساسية ما هو إلا تصديق لما جاءت به الكتب السماوية وتمثيل للصراع الأزلى بين الانسان وعدوه الحقيقى الذى اترك للقارئ اكتشافه بنفسه ورؤية الحكمة واضحة جلية فى اسلوب اكثر من رائع يظهر مدى حكمة وفلسفة الكاتبة النقية .
اللمسة الملائكية والتسامح والمعانى الانسانية وجدتها فى الرواية تماما كما وجدتها فى روايتها السابقة ياقوت .
( مجموعة الأمير جعفر البرماكوتي ) اشارة من الكاتبة غير مباشرة لقضية مهمة جدا يطول الحديث فيها اصابت فيها كبد المشكلة فى مقتلها والاسباب التى تؤدى الى نتيجتها التى تعانى منها شعوبنا العربية فى عصرنا هذا ، جملة قصيرة ولكنها تتضمن معنى عميق جدا .
ان ما نظنه عن الناس احيانا كثيرة تثبت الاحداث ان عكسه هو الصحيح ، ولا يعلم جنود ربك الا هو ، وهنيئا لمن يستخدمهم الله فى اظهار الحق او اظهار اجابات يصعب على الانسان الوصول اليها لولا تلك الامتحاناات والمواقف .
ويبقى الحب الطاهر هو الغاية ، ويبقى القلم اداة مقدسة فى ايدِ من يمتلكون الفهم والحكمة والنية الخالصة فى خلاص الانسانية من شرورها وآثامها والتحليق بها الى رحاب النور والطهر والنقاء .
كانت القراءة عبارة عن رحلة مابين جمال الأرض الذى تراه العيون العاشقة وبين الأعالى حيث الجلوس على قوس قزح والاتكاء على غيمة صنعتها الكاتبة الى ان تأخذك الى عالم آخر يصعب تخيله ووصفه ولكن الكلمات اطاعت القلم ورحلت ووصفت واجادت الوصف والتعبير واهدت للقارئ الكثير من الحكمة والكثير من المتعة والكثير من الانسانية .