سيرة ذاتية
روايات
مقالات
حوارات
اخبار مريم مشتاوي
جاليري مريم مشتاوي
اصدارات
شعر مريم مشتاوي






مقالات نقدية عن ادب مريم مشتاوي

20/07/2017 - 05:55:09 pm
ياقوت: قدمت نموذجا جيدا للأدب المكتوب
الروائي السوداني / أمير تاج السر

ياقوت – مريم مشتاوي :

قدمت نموذجا جيدا

للأدب المكتوب مؤخرا

والذي يأخذ من الثورات 

تحدثنا كثيرا عن مسألة الغزو الروائي للحياة الأدبية،، وكيف أن مئات أو آلاف من الروائيين القدامى والجدد، يكتبون الآن سنويا، وبالتالي زحام في المكتبات القليلة المتبقية، والموشكة على الانقراض أيضا، زحام في معارض الكتب الدورية التي تقام في كل البلاد تقريبا، من أجل تحقيق: يوم الكاتب وهو اليوم الذي يأتي فيه الكاتب إلى صالة معرض الكتاب، مبتهجا، ومتكبرا، ومزدهيا في ثياب زاهية، ليجلس محاطا بالورد والشوكولاتة، ويوقع لحشد من أهله، وأصدقائه على إصدار قد يكون قيما جدا وقد يكون بلا أي قيمة.

لكن في وسط هذا التطرف الكتابي، تظهر المواهب التي لا بد أن تظهر في كل جيل، هذا شيء مؤكد وضروري، ولا يحتاج لأي تفسير، ففي كل جيل يظهر الرسامون الرائعون والشعراء المتمكنون من نسج القصائد، وكتاب الرواية والمسرحيون ، ويظهر حتى الموهوبون في الشر والإجرام، وهكذا تستمر الحياة كما هو مقرر لها أن تستمر، القديم يزوى بمرور الزمن، والجديد يحتل مكانه.

من لبنان قرأت رواية ياقوت، للكاتبة الشابة مريم مشتاوي، وهي من الشعراء الذين انضموا إلى ركب الرواية مؤخرا، ولعلها كانت كاتبة في الأصل، وجاء الشعر عرضا ليبقى فترة، ويتنحى قليلا بعد ذلك للرواية، حتى نقرأ سردا جميلا دافئا.

ياقوت هي العمل الثاني للكاتبة، بعد رواية عشق، التي لم أطلع عليها، هي عمل فنتازي، وأركز على أنه عمل فنتازي، تخيل أشياء بعضها قد يحدث فعلا في الواقع، وبعضها لن يحدث إلا في المخيلة. الأطفال الشهداء الذين لا يموتون في البحر والبر وقصف الظلام، بل تصعد أرواحهم إلى حيث تلقى العناية الكبرى، العناية الإلهية التي ترحم الضعف والضعفاء، الحرب السورية التي اندلعت كثورة من ثورات الربيع العربي، منذ سنوات وخمدت كثير من هذه الثورات، بذهاب الديكتاتوريات أو بحلول أخرى، لكن ثورة السوريين لم تخمد، والآن ليست ثورة فقط، بل خليط من أشياء لا يمكن تصورها، الشر يحارب الشر، والشر الآخر يرد على الشر الأول، والمصطفون في طوابير الهجرة والفرار، هم أنفسهم الواقفون في طوابير الموت ينتظرون. المتفجرات تهبط من السماء والأرض تشتعل، وياقوت الفتاة التي أحبت سوريا من أولئك المصطفين لحتفهم، تهاجر بحرا، وتغرق، وتموت أمام عيني الحبيب، لكنها لا تموت حقيقة، هي تتحول إلى روح أخرى تراقب الموت وتطفو بالأطفال الغرقى بعيدا عن افتراس فظاعات البحر. إنه فعل فنتازي صرف، يمنح السرد حيوية كبيرة، ولطالما كان للخيال المتوقد دور كبير في إنجاح الأعمال الكتابية، ،وزيادة مساحة التذوق.

الرواية قطعا تستند بالإضافة إلى خيالها الكثيف، إلى افتراضات واقعية كثيرة، أشياء من الماضي تخص ياقوت وعاشقها، وتذكر مؤلم لشخصيات اشتهرت منذ فترة، بسبب المأساة، مثل الطفل الغريق آلان. أشياء في الحاضر، مثل الكوابيس، والضياع والتشرد لشخصيات داخل النص، ونظرة للمستقبل ليست وردية، حين يصل الضحايا إلى النهاية، وقليل منهم استعاد شيئا من حياته السابقة.

الرواية عموما وبرغم مساحتها الصغيرة، قدمت نموذجا جيدا للأدب المكتوب مؤخرا والذي يأخذ من الثورات، ويعطى رؤى مستقبلية لما قد يحدث. وهي بالقطع إضافة لتجربة الكاتبة، التي أتوقع بما تملك من أدوات، أهمها نضوج المخيلة، وبهارات الشعر الذي جاءت منه، يمكنها أن تقدم الكثير.


اضف تعليق
عدد التعليقات :0
* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مواضيع متعلقه
التداعيات الحزينة واستدعاء الماضي في رواية «هاتف الرياح» التداعيات الحزينة واستدعاء الماضي في رواية «هاتف الرياح» هاتف الرياح وأنفاس الشجن  / أمير تاج السر هاتف الرياح وأنفاس الشجن / أمير تاج السر مريم مشتاوي ضد «وباء» حب الامتلاك /غادة السمان مريم مشتاوي ضد «وباء» حب الامتلاك /غادة السمان رسالة شعرية من مريم مشتاوي رسالة شعرية من مريم مشتاوي مصائر الاغتراب في رواية جسور الحبّ لمريم مشتاوي/  مولود... مصائر الاغتراب في رواية جسور الحبّ لمريم مشتاوي/  مولود...
تعليقات
Copyright © mariammichtawi.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع مريم مشتاوي
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com