سيرة ذاتية
روايات
مقالات
حوارات
اخبار مريم مشتاوي
جاليري مريم مشتاوي
اصدارات
شعر مريم مشتاوي






عشق

22/06/2017 - 04:06:18 pm
الجزء الاول من رواية عشق /مريم مشتاوي

الجزء الاول من رواية عشق 

 

الفصل الأول

بيروت ١٩٧٠

جلست ياسمين في المقهى المجاور إلى بيتها تفكر بعرض الأستاذة نبيلة رئيسة الممرضات في مستشفى "الجامعة الأمريكية في بيروت" .. تقلّب الموضوع في رأسها وترفع حاجبيها وتشدهما من فرط عصبيتها فيأخذ وجهها شكلاً مستطيلاً يشبه طاولة البلياردو، وعيناها المدورتان ككرتين تضربان جفنيها في كل مرة يهزها القلق إلى أن تقعا من جديد في ثقب اللعبة الخاسرة.

الأستاذة نبيلة أو " madame Méchante " ، كما تُعرف في أرجاء المستشفى لقسوتها غير المعهودة، امرأة باهتة الملامح إلى حد أنه يصعب على ناظرها أن يجد شيئاً يشبهها به، وإن تكلمت تزلزل المستشفى بمن فيها.. فتقف الممرضات في حالة تأهب وكأنهن يستعدن لحرب باردة.

اعتقدت ياسمين أن الاجتماع سيدور حول أدائها في العمل وخاصة أنها تأخرت في وصولها إلى العمل مرة أو مرتين بسبب ظروف أمها الصحية.

استقبلتها الأستاذة نبيلة بصوت هادئ جداً:

- تفضلي يا ياسمين.. قعدي هون حدي .. بدي أعرض عليك موضوع ممكن يغيّر حياتك كلها.

بدأت ياسمين ترتعش من الخوف وقالت بصوت خافت جداً:

- أستاذة نبيلة أرجوك تعطيني فرصة تانية.. بعرف تأخرت عن موعد العمل بس أمي كانت مريضة كتير وكنت سهرانة جنبها طول الليل من هيك ما قدرت أوعا الصبح بكير. بوعدك بالالتزام بالمواعيد من هلأ وبالرايح.

- ياسمين اسمعيني الموضوع ما بيتعلق بالعمل. عندي أخ مهندس إلكترون اسمه عبدالله وهو مرتاح كتير مادياً وبيحب مرا اسمها أسماء عبد الحميد متزوجة وعندها ولاد من سكان مدينة طرابلس حاولت أمي كتير تمنعه عنها بس فشلت.

بدي تتعرفي عليه وبتمنى تصيري زوجة أخي المستقبلية.

- أستاذة نبيلة أنت هلأ قلت أنو مغروم بمرا طرابلسية ..

قاطعتها الأستاذة نبيلة قائلة:

- اسمعي يا ياسمين، المرأة الذكية ما بيصعب عليها شي. أنت بالتلاتينات وإذا ما تزوجت رح يفوتك القطار وزواجك من أخي رح يمنحك حياة أرستقراطية بتطمح إلها أي امرأة من بيئتك..لا تجاوبيني هلأ خدي وقتك بالتفكير.

خرجت ياسمين من مكتب الأستاذة نبيلة وراحت تغني:

عالضيعة يما عالضيعة وديني وبلا هالبيعة

جينا نبيع كبوش التوت ضيعنا القلب ببيروت

يا شماتة شــــــباب الضيعة

عالضيعة يما عالضيعة يما

بعد أسبوعين بدأت ضيعة كفتون الشمالية التي تتمسك أطرافها بالجبال البيضاء الشامخة وتتمرجح كالطفلة فوق نهر الجوز المتمدد على صدر ديرها القديم ، تدق أجراس الفرح ..

اجتمعت نساء الضيعة في دار ليلى أم ياسمين لعجن الفطائر وتجهيز الكبة ... جلسن على الأرض بشكل دائري واحدة تغني وَهِي تكبكب الأقراص وأخرى تزغرد والكل منهمك في تحضير مائدة العرس... وأحياناً كنّ يتوقفن فجأة عن العمل ويبدأن بالرقص والتصفيق ويحولن الطناجر المعدنية والملاعق لآلات موسيقية رنانة ..

ليلى أم ياسمين:

-يلا يا سميتي غنيلنا شوي بصوتك الحلو

وتبدأ الجارة بالغناء:

-طالعه من بيت أبوها رايحه بيت الجيران

فات ما سلم علي يمكن الحلو زعلان

#عشق_دار_المؤلف_لبنان


اضف تعليق
عدد التعليقات :0
* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مواضيع متعلقه
الجزء الاول من رواية عشق /مريم مشتاوي الجزء الاول من رواية عشق /مريم مشتاوي فصل من رواية عشق /مريم مشتاوي فصل من رواية عشق /مريم مشتاوي
تعليقات
Copyright © mariammichtawi.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع مريم مشتاوي
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com