سيرة ذاتية
روايات
مقالات
حوارات
اخبار مريم مشتاوي
جاليري مريم مشتاوي
اصدارات
شعر مريم مشتاوي






مقالات الاديبة مريم مشتاوي الاسبوعية بالقدس العربي

26/01/2022 - 05:48:41 pm
في مصر: عائلة تعيد طفلة تبنتها إلى دار الأيتام وفي لبنان: مرضى السرطان يشعرون بالهزيمة
مريم مشتاوي /القدس العربي

في مصر: عائلة تعيد طفلة تبنتها إلى دار الأيتام وفي لبنان: مرضى السرطان يشعرون بالهزيمة

 

ليس هناك أجمل من الإحساس بالأمومة والأبوة. مشاعر لا يمكننا وصفها وقد تكون تلك المشاعر مضاعفة حين يحرم زوجان من إنجاب طفل لتنعم عليهما الحياة بآخر تخلى عنه والداه البيولوجييان لحظة الولادة لأسباب قاسية، لكن لا يمكن تبريرها.

طفل اختارته أسرة متبنية بعناية ليصبح ابناً يملأ الحياة الباردة حباً.

لم تضعه الأم من رحمها، لكنها أنجبته من روحها. ليصبح جزءاً من أسرة تتكفل بتربيته وعنايته.

فالإقدام على التبني هو مسؤولية كبيرة، ولا يمكن التعامل مع الطفل كلعبة يمكن التسلي بها قليلاً وإعادتها إلى دار الأيتام متى يُمل منها.

دار الأيتام ليست بدكان. والطفل ليس بصخرة مجردة من الأحاسيس.

إن المراجع النفسية المختصة بتنشئة الطفل وتطوره النفسي والاجتماعي والفيزيولوجي تشير إلى مجموعة خصائص تبرز أهمية الأسرة في حياة الطفل واستقراره النفسي أهمها:

إن الأسرة هي المصدر الأساسي لإحساس الطفل بالأمن والطمأنينة والقبول التي تمثل العناصر الأساسية لاستقراره النفسي والاجتماعي، وبالتالي تحقيقه قدراً من الصحة النفسية، إذ يعتمد في ذلك على من يحيطون به من أفراد أسرته، وبصفة خاصة الأب والأم.

ويمكن القول: إن علاقات الطفل الأولى، وإن بدت ظاهرياً مرتبطة بالأم وحدها، فإنها ترتبط بمجمل العلاقات الأسرية.

هل يمكننا إذاً أن نتخيل ماذا يحصل للطفل الذي يفقد والديه مرتين؟

هكذا بدأت قصة طفلة صغيرة أوجعتها الحياة بشدة.

زوجان مصريان لم يكن لديهما أطفال تبنيا طفلة رضيعة وقاما بضمها لأسرتهما.

لكن بعد مرور ثلاث سنوات على تربيتها، حملت الزوجة فقررا إعادة الطفلة المتبناة إلى دار الأيتام.

انتشرت قصتها كالنار في الهشيم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وشغلت رواد الـ»سوشال ميديا» وتناقلتها عدة قنوات عربية كان أبرزها «بي بي سي» عربي.

نشرت يمنى دحروج، المديرة التنفيذية لمؤسسة الاحتضان في مصر، فيديو قصير تحكي فيه قصة الطفلة.

لقد روت الأحداث والدموع تتلألأ في عينيها، فتلك الطفلة بعمر ابنتها.

كانت دحروج تبكي متسائلة كيف مرت الليلة الأولى على الصغيرة في دار الأيتام؟ بماذا شعرت؟ هل سألت عن والديها؟

إن تلك الصغيرة لا تعرف في الدنيا سوى «بابا» و»ماما».

مع أن تلك الكلمتين لا يمكن أن تطلق على شخصين دمرا حياة طفلة وتسليا بها، وحين منحتهما الحياة طفلاً من صلبهما أعاداها إلى دار الأيتام، وكأنها قطعة أثاث بالية. استبدلاها بما اعتبراه أثمن منها!

الأب والأم، كما سبق وذكرنا، هما مركز الحب والدفء والأمان. أما هذان الزوجان فيبدو أنهما لا يعرفان شيئاً من تلك المعاني السامية.

تقول دحروج: «لقد ظلمنا هذه الطفلة مرتين، الأولى حين تخلى عنها أهلها عند الولادة، والثانية عندما تم التخلي عنها وهي في الثالثة من عمرها. بعد أن عرفت معنى البيت والأسرة والأب والأم».

وتضيف أنها نشرت الفيديو بهدف التوعية، كما أطلقت حملة بعنوان: التبني مسؤولية وليس «ترنداً».

تلك القصة فتحت سجالاً حول قضية التبني والقوانين التي تخضع لها وأثارت تساؤلات حول إمكانية تجريم الأسر التي تتخلى عن الأطفال بعد التبني.

لكن المهندسة رندى حمدي، وهي مديرة التخطيط المؤسسي والجودة في إدارة الأزمات مؤسسة الاحتضان في مصر أكدت أنه من الصعب وضع أي قوانين تجرّم تلك العائلات، التي تريد إرجاع الأطفال خوفاً من أن يتعرضوا للإساءة بشكل أو بآخر. فلا يمكن إجبار أسرة بطفل لا تريد الاحتفاظ به. لكن تلك الأسر تمنع من التبني مرة ثانية.

صغيرتنا ستعاني من «متلازمة التخلي» أي من اضطراب نفسي سلوكي، بسبب فقدها لوالديها مرتين.

ستعاني من اضطرابات جسمانيّة كالبكاء المستمر، وعدم الشعور براحة، والتبوّل اللاإرادي، ومص الأصابع، وقضم الأظافر.

ستشعر بالذنب والاكتئاب، اذ تعتبر نفسها مسؤولةً عن ابتعاد والديها عنها.

هذه الحالة النفسيّة قد ترافقها على المدى البعيد من حياتها، وتؤثّر على سلوكها في المجتمع.

فقد تجد صعوبة في اتخاذ قرارات بمفردها أو قد تصاب بالأمراض النفسية والعقلية. كل ذلك بسبب شخصين قررا يوماً التلاعب بمشاعرها وقهرها، وهما أكثر من أحبت في عمرها الصغير.


اضف تعليق
عدد التعليقات :0
* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مواضيع متعلقه
«أسطورة الرياض» في مواجهة «زعران» السوشال ميديا… من يعاقب... «أسطورة الرياض» في مواجهة «زعران» السوشال ميديا… من يعاقب... طفلة سورية تصمم من أكياس النفايات فساتين جميلة… وأخرى... طفلة سورية تصمم من أكياس النفايات فساتين جميلة… وأخرى... في لبنان: البؤس برعاية رسميّة … ورياضيّ جزائريّ يدفع... في لبنان: البؤس برعاية رسميّة … ورياضيّ جزائريّ يدفع... مصر: أحكام تمييزية ضد فتيات «تيك توك»… ولاجئ سوري يدعو... مصر: أحكام تمييزية ضد فتيات «تيك توك»… ولاجئ سوري يدعو... طرابلس تدفن أطفالها ونساءها وشيوخها والسياسيون قلقون... طرابلس تدفن أطفالها ونساءها وشيوخها والسياسيون قلقون...
تعليقات
Copyright © mariammichtawi.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع مريم مشتاوي
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com